التربية الدامجة تعتبر رافعة مهمة للنظم التربوية، فهي سيرورة تصبو إلى الحد من إقصاء الأطفال في وضعية تهميش أو هشاشة وتشجيع ادماجهم من خلال الاستجابة الفعالة لاحتياجات كل المتعلمين.
كما أنها تهدف إلى تأمين حقهم في المساواة على مستوى الحقوق والفرص في التربية.
هكذا، تنخرط أيضا في توجهات حركة “التربية للجميع ” التي تعتمد على المبادئ الأساسية لعدم التمييز وتكافؤ الفرص والولوج الكلي والتضامن.
بمصادقته على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل سنة 1993، اعترف المغرب بحق كل الأطفال في التربية، خاصة الأطفال في وضعية إعاقة المواد 23 و 28 و 29). وبمصادقته كذلك على اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة سنة 2009، أكد المغرب انخراطه التام لتفعيل هذا الحق على كل المستويات التعليمية، من التعليم الأولي إلى الجامعي مرورا بالتكوين المستمر مدى الحياة (المادة (24).
التربية الدامجة: التعريف والسياق
تعريف منظمة اليونسكو:
-
- هي تربية مبنية على حق الجميع في تربية ذات جودة تستجيب لحاجات التعلم الأساسية، وتثري وجود المتعلمين.
- تتمحور بالخصوص حول الفئات الهشة، فهي تحاول أن تطور بالكامل إمكانات كل فرد.
- الهدف النهائي منها هو إنهاء جميع أشكال التمييز وتعزيز التماسك الاجتماعي.
تعريف منظمة إعاقة دولية:
تعني نظاما تربويا يأخد بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة لكل الأطفال واليافعين الموجودين في وضعية تهميش وهشاشة، بمن فيهم الأطفال في وضعية إعاقة، حيث تستهدف إزاحة التهميش عن الجميع وتحسين شروط التربية للجميع.
مبادئ التربية الدامجة:
- مبدأ المدرسة للجميع.
- مبدأ الحق في جودة التعلم.
- مبدأ الإنصاف.
- مبدأ تكييف التعليم لا تكييف المتعلم.
- مبدأ المراهنة على الوساطة الاجتماعية.
مميزات التربية الدامجة:
- تقر بأن جميع الأطفال يستطيعون أن يتعلموا.
- تعترف بوجود الاختلافات بين الأطفال وتحترمها.
- تستهدف ضمان المساواة في الحقوق مع الأخد بعين الاعتبار الاحتياجات الفردية لجميع الأطفال.
- تتيح للبنيات وللنظم وطرق التربية الاستجابة لاحتياجات جميع الأطفال.
- تساهم في بناء استراتيجية موسعة للارتقاء بمجتمع دامج.
أسس التربية الدامجة ومرتكزاتها:
المرتكزات الاجتماعية:
ساهمة الحركات الإنسانية والمنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني في الدفع إلى تبني مقاربات جديدة في مجال الحق في التعلم، وأيضا في فلسفة دمج الأقليات والفئات المهمشة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونبذ الإقصاء، واحترام الاختلاف، وتعزيز مفهوم المواطنة والعيش المشترك.
المرتكزات القانونية:
يحيل هذا المرتكز على الحاجة إلى التناغم والتوازن والأمن، وهي حاجات تعتبر ضرورية للتطور.
إن مجتمعا تتضاربه الصراعات، ويفتقر إلى التلامحم مهما كان الاختلاف بين فئاته، لا يمكن أن يمتلك أدوات التقدم.
والتربية الدامجة تساهم في ذلك التناغم من خلال توفيرها للأطفال في وضعية إعاقة والأطفال الذين يعتبرون “عاديين” من استدماج تقبل الاختلاف، ومن القدرة على امتلاك روح العيش المشترك.
المرتكزات القانونية:
يعتبر تمتيع الأطفال بحقهم في التمدرس ضنت فضاءات عادية، ومن دون ميز أو وصم، أمرا أخلاقيا ينم عن احترام قيم إنسانية نبيلة، ومنها تقدير الناس وتثمين إمكانياتهم كيفما كانت قيمة تلك الإمكانيات.
وتجد التربية الدامجة أيضا مرتكزا لها في قيمة المساواة والتي تعتبر احدى القيم الأخلاقية والفلسفية الأساسية، وفي قيمة التعاون والتساكن والعيش المشترك.
المرتكزات القانونية:
لعل من المرتكزات البيداغوجية والسيكولوجية التي تشكل دعامة التربية الدامجة، هو اعتبار أن النجاح في عملية التعلم لا يرتبط بالفرد، بقدر ما يرتبط بنوعية وطبيعة الوساطة التربوية. إذ ليس هناك شخص عاجز عن التعلم، بل هناك وساطة عاجزة عن القدرة على إيجاد التقنيات والطريقة الملائمة التي تسمح بنقل المتعلم(ة) من منطقة التعلمات التي يمتلكها (على ضعفها)، إلى منطقة التعلمات المجاورة.
أهمية التربية الدامجة:
- علاج للمشكلات النفسية للأطفال المعاقين
- يزيد من فرص التكيف الاجتماعي
- يساعد على تقديم الخدمات التعليمية.
- ينوع من الخدمات التربوية للأطفال المعاقين.
- يساعد على التفاعل الاجتماعي.
- يعمل على محاكات وتقليد الطفل المعاق لسلوك الطفل العادي.
- زيادة فرص التواصل.
- بيئة طبيعية للأطفال العاديين والمعاقين.
- مراعات الفروق الفردية.
- مراعاة التشابه بين الأطفال المعاقين والعاديين.
- إيجاد بيئة واقعية.
- يعرف الأطفال العاديين نقاط القوة والضعف لأقرانهم المعاقين.
- الحد من المركزية في تقديم الخدمات التعليمية.
- نمط تعليمي مرن.
- يساهم في تحسين اتجاهات الأطفال العاديين نحو أقرانهم المعاقين.
التعليقات مغلقة.