نموذج بحث تدخلي حول اللعب في الرياضيات WORD

0

نقدم لكم في موقع كراسة الأستاذ نموذج بحث تدخلي حول اللعب في الرياضيات WORD تحميل مباشر، من إعداد: نزهة السيودي و الهام افقيهي و اشراف الأستاذ: رشيد بكوري

نموذج بحث تدخلي حول اللعب في الرياضيات WORD

مما لا شك فيه أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب، بل قد يفضله أحياناً على النوم والأكل فهو أكثر أنشطة الطفل ممارسة وحركة. فمن خلاله يتعلم الطفل مهارات جديدة ويساعده على تطوير مهاراته القديمة، إنه ورشة اجتماعية يجرب عليها الأدوار الاجتماعية المختلفة وضبط الانفعالات والتنفيس عن كثير من مخاوف الأطفال وقلقهم سواء تم ذلك اللعب بمفرده أو مع أقرانه، إذا ففقدان الطفل ذلك النشاط ينعكس على سلوكه بالسلب بل إن غياب هذا النشاط لدى طفل ما مؤشر على أن هذا الطفل غير عادي، فالطفل الذي لا يمارس اللعب طفل مريض.

تمثل مرحلة الطفولة المبكرة أهم المراحل في حياة الإنسان ويعد اللعب مظهراً من مظاهر السلوك الإنساني في هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة وضع اللبنات الأولى في تكوين شخصية الفرد , حيث تجمع نظريات علم النفس رغم اختلافها على أهمية هذه المرحلة في تكوين شخصية الفرد  نظرا لما تتميز به من مرونة وقابلية للتعلم ونمو للمهارات والقدرات المختلفة, ومنها أن الأطفال في هذه المرحلة يميلون للتخمين والاستكشاف والتجريب . ويعد اللعب سمة مميزة لهؤلاء الأطفال , حيثُ يستغرقُ جزاءً كبيراً من وقتهم . ويرى علماء النفس أن اللعب يمثل أرقى وسائل التعبير في حياة الأطفال , ويشكل عالمهم الخاص بكل ما فيه من خبرات تؤدي إلى تنمية جميع جوانب النمو بما فيها النمو المعرفي ( إدراكي , انفعالي , اجتماعي , معرفي , ومهارات حركية ) وللطفل قدرة على التخيل والابتكار والتفكير اللامحدود .

وتؤكد الدراسات الحديثة أن لعب الأطفال هو أفضل وسائل تحقيق النمو الشامل المتكامل للطفل ففي أثناء اللعب يتزود العقل بالمعلومات والمهارات والخبرات الجديدة من خلال أشكال اللعب المختلفة التي تثري إمكانياته العقلية والمعرفية وتكسبه مهارات التفكير المختلفة وتنمي الوظائف العقلية العليا كالتذكر والتفكير والإدراك .

وتعتبر مواقف اللعب بمثابة خبرات حسية عملية وتمثل أفضل وسيلة لتحقيق التعلم الفعال وهو ما تدعو إليه التربية الحديثة فالتعلم الفعال يحتاج إلى الفهم ويحتاج إلى تنمية القدرة على تصنيف المعلومة الحديثة وتخزينها في الذاكرة بصورة من بعد استدعائها واستخدامها.

كما يؤدي اللعب دوراً أساسياً في تنمية القدرة على الابتكار عند الطفل لأننا نجده وهو يلعب يحول اللعب إلى مسألة جدية يضع فيها كل قوته ويتعامل بكيانه ومشاعره سواء كان ذلك ببناء المكعبات أم عمل نماذج من الرمال في شكل أكوام أو بناءات أو ملاحظة لعبة وهي تجري أمامه بعد دفعها والتعامل بحركتها تعامل الفاهم المقتدر.

وهذا مما يؤكد على أهمية اللعب في بناء تفكير الأطفال وعقولهم ونمو الكثير من العمليات العقلية العليا لديهم كمهارات التفكير والملاحظة والمقارنة والتجريب,يعد وسيلة الطفل الأصلية في الحصول على المعرفة سواء كانت هذه المعرفة متعلقة بالعالم الخارجي أو ببيئته التي يعيش فيها,فعن طريق اللعب يكتشف أشياء جديدة غير مألوفة من قبل وينمو لديه دافع حب الاستطلاع فضلاً عن إعداده للحياة المستقبلية هذا بالإضافة إلى تأكيد نظريات النمو المعرفي والعقلي على أن اللعب خلال سنوات الطفولة المبكرة من عمر الطفل هو الإستراتيجية الأولى والأكثر كفاءة لتعليم الطفل وتنميته، فاللعب يستثير حواس الطفل وينمي بدنه نمواً سليماً كما ينمي لغته وعقله وذكاءه وتفكيره فعن طريق اللعب يستطيع اكتساب أصعب المفاهيم العلمية والرياضية وكذلك قدراته الإبداعية.

ويرى ( بياجيه) أن تطور لعب الطفل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى ذكائه والواقع أن تطبيقات اللعب عند ( بياجه ) Peiget تتضمن التدريب الوظيفي والألعاب الإيهامية وألعاب القواعد والألعاب الابتكارية التي نادى بها (أوزبل) كما تناظر الأشكال التي يتخذها ذكاء الطفل إبان مراحل تطور الذكاء الحسي والحركي والذكاء الرمزي والذكاء العملي والذكاء الـتأملي وهي تمثل عمليتي التمثيل والمواءمة والتي تشكل ذكاء الطفل وسلوكه وتكوين أبعاداً معرفية قوية لصنع عالم خاص بالطفل شبيه بالعالم الخارجي والذي يتعامل معه الطفل بحيث يساعده على تكوين إدراكاته المعرفية وتنميتها .

ويرى ( بروند ) أنه عندما يلعب الأطفال فهم لا يهتمون بتحقيق هدف معين وإنما يخبرون تركيبات سلوكية غير عادية قد لا يخبرونها لو كانوا تحت ضغط تحقيق هدف ويستخدم الأطفال هذه التركيبات السلوكية لحل مشكلات حقيقية في الحياة .

ويرى ( ساتون سمث ) أن التحويلات الرمزية التي يستخدمها الأطفال في اللعب لها أثر فعال على المرونة العقلية هذه التحويلات تمكن الأطفال من مزج الأفكار معاً بطريقة جديدة مما ينتج عنه مجموعة من الأفكار والارتباطات الابتكارية والتي يمكن استخدامها في أي وقت لأسباب تكيفية.

كما أن للعب أساليب علمية أثناء ممارسة الأطفال لطرائق اللعب وهي ذات ارتباط في التفكير، منها الملاحظة التي تعد أعرق طريقة في التفكير ولا تزال الملاحظة المقننة طريقة ذات أهمية في التفكير العلمي بالذات ويتاح للطفل بفضل اللعب عقد المقارنات وتتبين أوجه التشابه والاختلاف بين المواقف والتجارب والنتائج مما يشكل تمريناً للطفل على استخدام المقارنة التي تعد أسلوباً في التفكير وهي حين ترقي المستوى العلمي تعد أحد مناهج البحث العلمي المهمة وبوجه عام يخلق اللعب مواقف لا حصر لها وهذه المواقف تستدعي التذكر ومن هنا ارتبط اللعب بالتفكير.

وتضيف ( سوزان ميلر ) 1974م أن الألعاب ما هي إلا وسيلة لتنمية قدرات الأطفال وابتكاراتهم وقد يكون هذا اللعب فردي أو جماعي وقد يتسم بالتحليل والتركيب والإيهام , فاللعب مفهوم متعدد الأبعاد وهو مطلب مهم من مطالب النمو كما أنه وسيلة هامة للتعلم والتطبيع الاجتماعي , كما أن اللعب يكشف عن حالة الطفل النفسية ويقودنا إلى علاجها.

إن عالم الطفل عالم لعب يعتمد على الاستكشاف والنشاط والاستغراق الشامل في كل خبرة يحقق من خلالها المتعة والسرور ويكتسب المهارات الحسية والجسمية والاجتماعية واللغوية والعاطفية.
الجدير بالذكر أن اللعب بوصفه ظاهرة سلوكية – لم ينل ما يستحقه من الدراسات الجادة والبحث المتعمق في الدراسات النفسية والسلوكية ولعل السبب في قصور الدراسات عن تناول مثل هذا الموضوع يعود إلى وضوح الظاهرة وعموميتها أو صعوبة الدراسة الجادة لهذه الظاهرة السلوكية أو كل هذا معاً ففي اللعب يبدأ الطفل في تعرف الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها ويعمم فيما بينها على أساس لغوي وهنا يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه واللعب لا يختص بالطفولة فقط فهو يلازم أشد الناس وقاراً ويكاد يكون موجوداً في كل نشاط أو فاعلية يؤديها الفرد:

يقول فولكييه:
(( لا يزال اللعب بزوال الطفولة فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بفاعلية هائلة إلا إذا اشتغل وكأنه يلعب )) .

فاللعب يمتاز بالحرية والمرونة بينما يتطلب العمل التفكير بالنتائج والانتباه المتواصل  ويحتل العمل مكانة هامة في نمو الطفل لكن دوره يختلف في حياة الطفل عنه في حياة الكبار إن العمل ينطوي على إمكانات تربوية وتعليمية هائلة في عملية النمو  فنشاط العمل يشبع في الطفل حاجة أصيلة إلى الممارسات الشديدة والفعالة ويكون العمل جذاباً بقدر ما يبعث من مشاعر السرور لدى الطفل نتيجة لمساهمته بالنشاط مع الكبار  والأطفال الآخرين.

فالأطفال الصغار يقومون بمهام عملية منفردة ، توجههم إليها دوافع ضيقة تتسم بالتركيز حول الذات ، وهم يعملون بغية الحصول على استحسان الوالدين والكبا ، ومع تقدم المراحل العمرية تأخذ دوافع العمل في التغير عند الأطفال ، فطفل الثالثة من العمر يكون العمل لديه أكثر اجتذاباً ، واستثارة وإذ يقوم بأداء ما يطلب إليه بالاشتراك مع الكبار يشعر بنفسه وكأنه شخص كبير، وتأخذ دوافع العمل لدى أطفال السادسة والسابعة والثامنة من العمر في اكتساب مغزى اجتماعي أكثر وضوحاً ، وللعمل قيمة كبيرة في نمو المهارات اليدوية ، والقدرات العقلية فالطفل عندما يقلد الكبار  وينفذ تعليماتهم يمكنه استخدام ما يتوفر له من أدوات المائدة ، وأدوات المدرسة . فينبغي أن يتعلم انتقاء الأدوات والوسائل والمواد المناسبة لعمل وهدف معينين ، وأن يتمكن من تحديد الأداءات واستخدامها بتتابع دقيق والعمل إلى جانب ذلك يعد مجالاً لتنمية الإرادة عند الأطفال. حيث يقوم الطفل بتحديد مواقف العمل ويخطط لتحقيق الأهداف المرجوة ، ويحاول التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تعترضه، ومن خلال العمل تترسخ معالم النمو الاجتماعي والعاطفي للطفل. وهكذا نجد أن العمل المنظم تربوياً ينطوي على إمكانات هائلة للنمو المتكامل للطفل ، بما في ذلك حركاته وإحساساته ذاكراته ، وانتباهه وتفكيره وفي نشاط العمل تتوفر إمكانات كبيرة لنمو السلوك الهادف ، والمثابرة والإرادة والمشاعر الإنسانية الراقية .

نموذج بحث تدخلي حول اللعب في الرياضيات WORD
نموذج بحث تدخلي حول اللعب في الرياضيات WORD
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.